سورة الأنفال - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


قوله عز وجل: {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} يعني أجيبوا الله والرسول قال كعب ابن سعد الغنوي.
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى *** فلم يستجبه عند ذاك مجيب
وإجابة الله تعالى هي طاعة أمره، وإنما خرجت عن هذا اللفظ لأنها في مقابلة الدعاء إليها فصارت إجابة لها.
{إذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} فيه سبعة أقاويل:
أحدها: إذا دعاكم إلى الإيمان، قاله السدي.
والثاني: إذا دعاكم إلى الحق، قاله مجاهد.
والثالث: إذا دعاكم إلى ما في القرآن، قاله قتادة.
والرابع: إذا دعاكم إلى الحرب وجهاد العدو، قاله ابن إسحاق.
والخامس: إذا دعاكم إلى ما فيه دوام حياتكم في الآخرة، ذكره علي بن عيسى.
والسادس: إذا دعاكم إلى ما فيه إحياء أمركم في الدنيا، قاله الفراء.
والسابع: أنه على عموم الدعاء فيما أمرهم به.
روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُبيّ وهو قائم يصلي فصرخ به قال: «يَاأُبيّ» قال فعجل في صلاته، ثم جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مَنَعَكَ إذْ دَعَوتُكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟» قال: يا رسول الله كنت أصلي، فقال: «أَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ {اسْتَجِيْبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْْ}» قال بلى يا رسول الله، لا أعود.
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} فيه لأهل التأويل سبعة أقاويل:
أحدها: يحول بين الكافر والإيمان، وبين المؤمن والكفر، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير والضحاك.
والثاني: يحول بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل، قاله مجاهد.
والثالث: يحول بين المرء وقلبه أن يقدر على إيمان أو كفر إلا بإذنه، قاله السدي.
والرابع: معناه أنه قريب من قلبه يحول بينه وبين أن يخفى عليه شيء من سره أو جهره فصار أقرب من حبل الوريد، وهذا تحذير شديد، قاله قتادة.
والخامس: معناه يفرق بين المرء وقلبه بالموت فلا يقدر على استدراك فائت. ذكره علي بن عيسى.
والسادس: يحول بين المرء وما يتمناه بقلبه من البقاء وطول العمر والظفر والنصر، حكاه ابن الأنباري.
والسابع: يحول بين المرء وما يوقعه في قلبه من رعب خوف أو قوة وأمن، فيأمن المؤمن من خوفه، ويخاف الكافر عذابه.


قوله عز وجل: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} فيها أربعة أقاويل:
أحدها: أنه المنكر، أمر الله تعالى المؤمنين ألا يقروه بين أظهرهم فيعمهم العذاب قاله ابن عباس.
والثاني: أنها الفتنة بالأموال والأولاد كما قال تعالى {إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُم فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] قاله عبد الله بن مسعود.
والثالث: أن الفتنة ها هنا البلية التي يبلى الإنسان بها، قاله الحسن.
والرابع: أنها نزلت في النكاح بغير وليّ، قاله بشر بن الحارث.
ويحتمل خامساً: أنها إظهار البدع.
وفي قوله تعالى: {لاَ تُصِيَبنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُم خَاصَّةً} وجهان:
أحدهما: لا تصيبن الفتنة الذين ظلموا.
الثاني: لا يصيبن عقابُ الفتنة، فتكون لأهل الجرائم عقوبة، ولأهل الصلاح ابتلاء.
وفيه وجه ثالث: أنه دعاء للمؤمن أن لا تصيبه فتنة، قاله الأخفش.


قوله عز وجل: {وَاذْكُرُواْ إذْ أنتُم قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ} يريد بذلك قلتهم إذ كانوا بمكة وذلتهم باستضعاف قريش لهم.
وفي هذا القول وجهان:
أحدهما: أن الله ذكّرهم بذلك نعمه عليهم.
والثاني: الإخبار بصدق وعده لهم.
{تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ} فيه قولان:
أحدهما: يعني بالناس كفار قريش، قاله عكرمة وقتادة.
والثاني: فارس والروم، قاله وهب بن منبه.
ثم بيّن ما أنعم به عليهم فقال {فَئَاوَاكُمْ} وفيه وجهان:
أحدهما: أي جعل لكم مأوى تسكنون فيه آمنين.
والثاني: فآواكم بالهجرة إلى المدينة، قاله السدي.
{وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} أي قواكم بنصره لكم على أعدائكم يوم بدر.
{وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} يعني من الحلال، وفيه قولان:
أحدهما: ما مكنكم فيه من الخيرات.
والثاني: ما أباحكم من الغنائم، قاله السدي.
وقال الكلبي ومقاتل: نزلت هذه الآية في المهاجرين خاصة بعد بدر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8